روايه ضحاېا الماضي للكاتبه شهد الشورى
بحزن وندم
أنا مش وحش يا جوري بعترف إني غلطان بس فوقت قبل فوات الأوان.....ده ميشفعش ليا في قلبك
ضحكت قائلة بعدم تصديق
فوقت!!! طب صباح الخير يا بشمهندس صحيت متأخر
تنهد بحزن قائلا بۏجع
طريقتك وكلامك بيوجعوا قلبي يا جوري بلاش كده....أنا غلطت وعارف اني ۏجعتك بس والله ما كان قصدي فوقت وكل اللي عايزه فرصة أخيرة نصلح بيها اللي بينا
بينما هو يقف هناك تتعالى نبضات قلبه من الداخل وكأن كل كلمة خرجت منه لم تصل إليها كان يشعر بثقل الصمت الذي بينهما وبأن كل شيء بينهما قد تآكل فردد بتبرير و رجاء
انحنى على ركبتيه أمامها وأدار كرسيها بقوة ليجبرها على النظر إليه ثم قال لها بتوسل
كل اللي طالبه منك فرصة تانية مش كل واحد ليه فرصة تانية....أنا عارف إني غلطت بس إنتي الوحيدة اللي في قلبي ومقدرش أعيش من غيرك مستعد أعمل أي حاجة عشان أثبتلك إنني فعلا ندمان وأستاهل فرصة تانية والله بحبك يا جوري
وأنا بكرهك لدرجة كارهة نفسي... وقلبي اللي في يوم دق ليك كان نصيبه في الآخر إنك خدعته ومصونتش الحب اللي حبه ليك
أجفل قليلا أمام كلماتها وكأنها صاعقة نزلت عليه من السماء و
أنا مش ببرر لنفسي يا جوري بس واحد غيري كان هيكمل في اللي بيعمله مكنش هيفكر فيكي أو يعترف لك بكل حاجة كنتي ساعتها بدل ما تكوني فاسخة خطوبتك هتبقي مطلقة
صمتت تكمل بدلا عنه بسخرية مريرة
او متجوزة واحد في الأصل بيحب اختي !!
كاد أن يتحدث لكنها سبقته قائلة بتهكم
لو كان بيالسماءطا وعايز مصلحتي مكنش دخلني في لعبة زي دي من الأول !!!
ردت عليه بجفاء يخالف كل ما بداخلها
قولت لك طلبك مش موجود.....اتفضل امشي !!!
أمسك يدها حتى تنظر له لكنها نفضتها بعيدا عنها قائلة بحدة وڠضب
إياك تتجرأ وتلمسني
اعتذر منها ثم اعتدل واقفا وكذلك هي فتوسلها قائلا علاقتنا تستاهل فرصة تانية يا جوري...لو ليا خاطر عندك سامحيني واديني فرصة أخيرة بس انتي بتحبيني !!!
قصدك أنت بتحب وحتى دي أنا مش واثقة منها
نظر إلى داخل عينيها بحزن قائلا
بطلتي تحبيني !!
أومأت له بطلت
نفى برأسه غير مصدقا
كدابة !!
حركت كتفها لأعلى بلا مبالاه قائلة
مش مجبرة أخليك تصدق لأن الحقيقة إنك مش فارق معايا
ثم تابعت وهي تشير بيدها إلى الباب
لو مش هتطلب حاجة اتفضل امشي ومتعطلنيش عن شغلي
في تلك اللحظة دخلت العاملة التي تساعدها في البيع قائلة بتساؤل
أستاذة جوري في حاجة
نفت برأسها قائلة بسخرية
وصلي الأستاذ للباب ملقاش طلبه هنا
دخلت جوان من الباب قائلة بحماس سرعان ما تبدد عندما رأت أكمل
ايه رأيك في المفاجأة دي يا جوج.....انت !!!
نظرت له پغضب قائلة پصدمة
بتعمل إيه هنا
تدخلت العاملة قائلة بجدية لأكمل
اتفضل يا أستاذ
أوقفتها جوري قائلة
خلاص روحي شوفي شغلك....هو لقى طلبه خلاص لأ وجاله لحد عنده كمان
جوان بحدة وڠضب
جوري هو بيعمل إيه هنا
أشارت له جوري بيدها قائلة
أهو عندك اسأليه
تنهد أكمل بحزن مغادرا المكان بأكمله لتسأل جوان جوري مرة أخرى بضيق
جوري جاوبيني إيه اللي بيحصل هنا وده ايه اللي جابه عندك !!!
ردت جوري بحزن وهي تنظر إلى الباب إثر خروجه
كان جاي فاكر إنه هيلاقي طلبه.....بس ملقهوش !!!!
في منتصف اليوم بفيلا بدر الچارحي
جلست غنوة أخيرا على المقعد تسترخي لدقائق قليلة قبل أن تعود لعملها المتواصل
عزمت على الاتصال بصديقتها المقربة والوحيدة حبيبة التي بمجرد أن رأت اسمها على شاشة هاتفها أجابت على الفور بنبرة لهفة وقلق
طمنيني يا بت أحوالك إيه مرتاحة في شغلك
أجابتها غنوة وشعور بالراحة يعتريها
الحمد لله والناس اللي بشتغل عندهم كويسين أوي
تنهدت حبيبة براحة قائلة
طب الحمد لله...ابعتيلي العنوان في رسالة وسيبي تليفونك مفتوح علطول عشان أطمن عليكي من وقت للتاني
حاضر
ردت غنوة بهدوء ثم صمتت لحظات قبل أن تسأل بتوتر
حبيبة هو....هو بابا مسألش عني !!
ترددت حبيبة قليلا لكنها قررت أن تخبرها
ابوكي خد مراته وبناتها وسافر امبارح بلدكم بعد ما باع الشقة لجابر الجزار
أغمضت غنوة عينيها غارقة في مشاعر القهر منعت نفسها بصعوبة من البكاء خاصة في ظل وجود الخدم حولها
رددت حبيبة بحزن
متزعليش نفسك يا غنوة بكرة يندم
ردت غنوة بسخرية مريرة.
او ميندمش مش فارقة خلاص
حاولت حبيبة أن تجد كلمات لتواسيها
غنوة.....
لكنها قاطعتها قائلة باقتضاب
انا هقفل ورايا شغل بينادوا عليا....هكلمك وقت تاني يا حبيبة سلميلي على خالتي واخواتك لحد ما أشوفكم...سلام
أغلقت الهاتف وعادت إلى عملها لكن ذهنها كان شاردا وقلبها محطما لقد تخلى عنها والدها
سافر وتركها وحدها دون ان يسأل عن حالها أو كيف تعيش
ردت باقتضاب على إحدى الخادمات التي طلبت منها تنظيف غرفة ما بالطابق العلوي ماشي.
تعمل كآلة تنظف الأتربة هنا وهناك وتغير شراشف الفراش كانت تمسك بيدها أحد التحف ذات اللون الأسود لتنظفها بينما عقلها يسترجع كلمات حبيبة وأفعال والدها وزوجته معها تشكلت طبقة شفافة من الدموع على عينيها ولم تشعر بدخول مروان إلى الغرفة ولا بصوته وهو ينادي عليها اقترب منها محركا إياها بطرف إصبعه قائلا بقلق
يا آنسة
أفلتت قطعة الزينة من بين يديها بفزع لتدوي صوت تحطيمها في المكان تزامنا مع بكائها !!!
سألها مروان بقلق وهو يرى انتفاضة جسدها وعلو شهقاتها
اهدئي! بټعيطي ليه دلوقتي
لم تهدأ بل زاد الأمر سوءا تحول وجهها إلى اللون الأحمر والدموع تنساب من عينيها بغزارة حتى أغرقت وجهها لم يعرف ماذا يفعل عندما كانت تبكي شقيقته كان يجذبها إلى حضنه لكن غنوة ليست شقيقته
جذبها من يدها برفق حتى تجلس على طرف الفراش قائلا بقلق وصوت حنون دافيء
اهدئي يا اسمك ايه انتي بټعيطي ليه حد ضايقك من اللي في البيت !!!
نفت برأسها ولا تزال تنتحب بقوة فسألها بحيرة
طب مالك بټعيطي كده ليه بس....تعبانة !!
لم تجد ما تقوله فأشارت بيدها على حطام تلك الزينة قائلة بتلعثم من بين شهقاتها
كسرتها ڠصب عني
توسعت حدقتاه بدهشة قائلا
بقى المناحة دي كلها عشان دي اتكسرت
أومأت له بتوتر ولا تزال تبكي لم تكذب عليه فسبب من أسباب بكائها هو أنها ستخسر العمل الذي وجدته بعد بحث طويل بسبب كسر تلك التحفة التي بالتأكيد باهظة الثمن و لن تقدر على دفع ثمنها
ضړب كفا بالأخرى من الصدمة وضحك قائلا
لا حول ولا قوة إلا بالله يا شيخة ده أنا قولت حد معذبها أو حصلت مصېبة
زفر بضيق سرعان ما ضحك بخفوت قائلا بجدية
اقفي!!!
فعلت ما قال ليأخذ هو إحدى التحف التي تزين مكتبة الحائط الخاصة به ثم دفعها بالأرض بعيدا لتتحطم لأشلاء
على الفور تزامنا مع شهقتها الفزعة قائلا بابتسامة
اهدي محصلش حاجة مش مستاهلة تبكي بالشكل ده عليها فداكي يا ستي ألف واحدة زيها.....المهم إنك ما تأذيتيش منها !!!
أخفضت وجهها بخجل ليسألها بمرح
عايزة منديل ولا بتستخدمي الكم عادي
انحنت لتنظف الزجاج من الأرض قائلة بحرج و هي تمسح دموعها بيدها
انا آسفة هنضف كل حاجة بسرعة !!
تنهد وانحنى هو الآخر جذبها من يدها لتقف قائلا بابتسامة
اقفي بس وسيبي اللي في ايدك هتنضفي إزاي الإزاز وأنتي بتترعشي كده هتجرحي إيدك وبعد كده أوعي توطي قدام أي راجل !!!!!
أخفضت وجهها بخجل وقد فهمت مغزى كلماته تابع حديثه مرددا بهدوء
انا مش بقول كده عشان أحرجك أو أني نيتي وحشة لأ أنا بنصحك معايا أو مع غيري خدي بالك من تصرفاتك يا غنوة
ثم تابع بابتسامة
مش اسمك غنوة بردو
أومأت له بحرج ليردد
طب يلا روحي اغسلي وشك واهدي
غادرت قائلة بخفوت وخجل
متشكرة
ما إن اختفت من أمامه حتى ضحك بخفوت متذكرا هيئتها وهي تبكي لأجل شيء لا يستحق مرددا
يا بنت المچنونة !!
.......
دخلت عشق إلى الشركة التي تديرها والدتها واخوالها متجهة نحو مكتب خالها أوس بعد أن تلقت اتصالا منه يدعوها للحضور وقبل أن تفتح الباب استوقفتها كلمات ابن خالها الأكبر مالك الذي قال بصوت خاڤت
إزيك يا عشق
استدارت نحو مالك بابتسامة أسرت قلبه للمرة التي لم يعد يستطيع إحصاءها وأجابت بهدوء
الحمد لله يا مالك إنت إزيك
تلعثم مالك وهو يجيب وكأنه في حالة غياب عن الواقع صوته يحمل شوقا مكتوما
بقيت كويس لما شوفتك
بدت عليها علامات الحرج لكن ابتسامتها لم تغب عن وجهها سألها مالك وهو يحاول أن يخفي ارتباكه
انتي رايحة فين
أشارت بيدها نحو مكتب والده أوس وقالت بابتسامة لطيفة
جاية أشوف خالو أوس كان عايزني
ابتسم مالك وقد أضاءت عينيه ببريق الحب المكبوت
طب لما تخلصي ممكن تيجي مكتبي....يعني مش معقول تيجي الشركة وما تشربيش حاجة عند ابن خالك
ابتسمت بخجل وقالت
حاضر
تنهد مالك بارتياح كأنه حصل على وعد ثمين وقال
حضرلك كل خير
في تلك اللحظة خرج حمزة شقيق مالك الأصغر ورآها فابتسم تلقائيا قائلا
عشق إزيك....وحشتينا !!!
لم تستطع الرد إذ أن أوس خرج من مكتبه فجأة قائلا
واقفين عندكم بتعملوا إيه !!!
أجابته عشق بابتسامة على وجهها
مفيش يا خالو كنا بنسلم على بعض
نظر إليها أوس بحنان وقال وهو يضع يده على كتفها برفق
حبيبة قلب خالك تعالي معايا
دلفت عشق إلى المكتب معه تاركة وراءها مالك وحمزة كلاهما مشدوه بنظرات معلقة على الباب المغلق
داخل المكتب
جلس أوس على الأريكة بجانب عشق وسألها بجدية
قوليلي مامتك عاملة إيه....أوعي يكون أبوكي مزعلها
ضحكت عشق بخفوت وردت.
لا يا خالو بابا مستحيل يزعلها ده لو حد فينا ضايقها بكلمة يقلب الدنيا علينا
ابتسم أوس بسعادة وارتياح لقد أثبت بدر زوج شقيقته أنه كان على قدر الثقة التي منحتها له العائلة محافظا على عهده في إسعادها وحمايتها
قطع أوس الصمت وسألها
كنت عايزك في موضوع مهم
أومأت عشق قائلة باحترام
اتفضل حضرتك إيه الموضوع
نظر إليها أوس بنظرة ماكرة وقال بابتسامة جانبية
ايه رأيك في مالك
تفاجأت عشق من السؤال فأجابته مترددة
مالك!
ضحك أوس ضحكة خفيفة وقال
مش عارفاه يعني
ردت بخجل واضح
لأ طبعا في حد ميعرفش ابن خاله بس حضرتك بتسألني رأيي فيه من أي ناحية
أجابها مباشرة ودون تردد
كزوج !!!!
تلعثمت عشق وتوردت وجنتاها بلون الخجل ثم قالت بصوت مرتبك
هو كويس...وأي بنت تتمناه...بس حضرتك بتسألني ليه
ضحك أوس بخفوت مرة أخرى وقال
تفتكري ليه
لم تجب عشق فأكمل أوس بصوت جاد
من الآخر يا عشق أنا مش هلاقي لمالك زوجة أحسن منك و مفتحتش الموضوع إلا لما شفت إن فيه مشاعر متبادلة بينك انتي وهو
شعرت بالتوتر الشديد وهي تفرك يديها ثم قالت بحرج
خالو.....أنا آسفة بس....أنا مش موافقة
تفاجأ أوس من ردها نظر إليها بتعجب وسألها
ليه في حد في حياتك يا عشق !!!
هزت رأسها نفيا وقالت بتردد وحزن
حمزة طلب يتجوزني !!!!
ساد الصمت للحظة كأن الزمن توقف وقع كلامها على أوس كالصاعقة ابنيه الاثنين واقعان في حب نفس الفتاة !!!!!
في المساء كان الحفل يعج بالصخب الظلام يكتسح المكان متخللا بين الأنوار الخاڤتة الحمراء التي تنبعث من كرة معلقة في السقف فيما كانت أصوات الموسيقى تصدح بقوة تجعل من المستحيل سماع أي شيء آخر الأجساد تتمايل بإيقاع منتظم مع دقات الموسيقى مشهد يعكس حالة من الغياب عن الواقع
الضيوف يتوافدون على المكان كل واحد منهم يرتدي ينظر بدوره وانحبست أنفاسه فور رؤية ما ه هذه الفتاة لتجذبه بهذه القوة وهو الذي اعتاد أن تكون الفتيات هن من يلاحقنه لا العكس.....لكنها قلبت هذه القاعدة !!!
تعالت صيحات الحضور فرحا يهتفون بأسماء الفتاتين لكنه لم يركز إلا عليها وفجأة رآها تصعد إلى المنصة الدائرية برفقة الفتاة الأخرى التي لم تقل عنها جمالا
بدأت بالغناء بصوت رخيم أخذ الجميع إلى عالم آخر حتى
انتهت من الغناء لكن إياد لم ينتهي من النظر إليها
تساءل في داخله وعيناه ترفض أن تتركها من تكون هذه الفتاة !!!
قبل أن يتمكن من النطق تدخلت كارلا إحدى الفتيات التي يعرفها هشام وأجابت بنبرة مليئة بالغيرة
دول بنات عيلة العمري صافي وجوان
سأل إياد باهتمام وهو لا يزال مسحورا بها
واللي لابسة الفستان الأحمر
أجابه هشام وهو يرتشف من كأسه
دي صافي بنت آدم العمري....فكرت انك تعرفهم أبوك وعيلة العمري وعيلة عمران في منافسة على مشروع ضخم في الساحل....القرية السياحية اللي هيتولى تصميمها هيكسب مكاسب مهولة المشروع ده مش لعبة بالعكس ده وراه ناس تقيلة جدا
استمع إياد باهتمام وعيناه لا تزالان على صافي انطفأت الأضواء جميعها فجأة إلا نور خاڤت يضيء المكان المخصص للرقص
لم يدرك كيف لكن قدماه قادته نحوها رفع يده لها وقال بصوت رجولي عميق جعلها ترتجف من الداخل دون أن تدري السبب تسمحيلي
نظرت في عينيه
وأخيرا تحدثت بارتباك انت مين !!!
لكنه لم يبعد عينيه عنها وهو يهمس مش عارف
حاولت أن تتحرك لتغادر لكنه أمسك بيدها
رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية ضحاېا الماضي للكاتبة شهد الشورى