روايه ضحاېا الماضي للكاتبه شهد الشورى

موقع أيام نيوز

من مجرد ابن كان جزءا من روحها ورغم كل ما حدث بينه وبينهم لم تستطع أن تتخلى عن أمل عودته أمل أن يعود إليها ذلك اليوم الذي غادر فيه وتركت خلفه فجوة لا تملأ
ظل بدر صامتا للحظات وكأن كلماته قد أخرجت ما كان يحاول كتمانه منذ زمن عيناه اللتان كانتا دائما تحملان الدفء أصبحتا الآن مزيجا من الحزن والخذلان نظر إلى الأرض وكأنه يبحث عن كلمات لشرح ما بداخله لكنه لم يجد سوى تنهيدة أخرى تخرج منه بصوت خاڤت 
أنا مغلطتش معاه يا حياة....ولا حتى انتي هو اللي اختار يبعد.....اختار يخسرنا كلنا اختار يبقى ضدنا انا لحد دلوقتي مش قادر استوعب ان بعد كل السنين دي و تربيتنا ليه يفكر كده !!!!
حاولت حياة أن تخفف عنه لكنها كانت هي الأخرى غارقة في ذات الألم جلست أمامه وضعت يدها على يده بلطف وحدقت في عينيه محاولة أن تجد الكلمات المناسبة لتضميد جرحه....ابتسامة صغيرة ومغلفة بالدموع ظهرت على وجهها لكنها كانت تعلم أن الألم لا يمكن إخفاؤه بالكلمات 
مسيره يوم يعرف الحقيقة ويرجع يا بدر....مسيره يرجع !!
لم يكن هناك رد فقط صمت ثقيل يملأ الفراغ بينهما صمت يحمل كل الذكريات التي حاول كلاهما نسيانها فجأة قطعت حياة الصمت قائلة بتردد 
طب ما نكلمه يا بدر !!!!
لكن بدر الذي كان دائما صلبا في مواقفه هز رأسه بحسم 
لا يا حياة احنا مغلطناش في هو اللي قرر يمشي سنتين بعيد عننا مفكرش حتى يتصل بينا و لا حتى بأخواته بيعاقبنا يعني مين فينا الأب مش فاهم !!!
كانت تعلم أن بدر على حق لكن قلب الأم لا يعرف المنطق كانت تشتاق لابنها لابتسامته لصوته لكل لحظة جمعتهم ط لكنها لم تستطع الرد الصمت كان رفيقها الوحيد في تلك اللحظة
بدر محاولا التخفيف من ثقل اللحظة استدار فجأة وقال بابتسامة صغيرة 
المهم فين القهوة اتأخرت وعندي شغل لسه هوصلك كمان في طريقي
ابتسمت حياة برقة وتابعت بهدوء 
انا أجازة انهارده
ضحك بدر وكأنه قد توقع ذلك وقال مازحا 
طبعا عشان مروان جاي....ده غاب عنك أسبوع واحد بس يا حياة
قبل أن ترد عليه قاطعهما صوت عشق التي نزلت من الطابق العلوي شبيهة لأمها بكل شيء في ملامحها ورقتها ثم قالت بابتسامة مشرقة 
صباح النور
رد الاثنان بتحية دافئة ثم سألتها حياة 
رايحة فين بدري كده
أجابت عشق وهي ترتدي حقيبتها 
رايحة لجوري
ليه !!!!
ابتسمت وهي تقبل وجنت والدها بحب 
كنت طالبة منها حاجة فهروح أخدها قبل ما اروح الجامعة
حياة بابتسامة هادئة 
طب استني شوية سلمي على مروان....زمانه وصول
ضحكت عشق وردت برقة 
هرجع بدري يا ماما متقلقيش
غادرت عشق بعدما ألقت تحية سريعة بينما عادت حياة لتحضير قهوة بدر ولكن عقلها لم يكن هنا بل كان يسرح بعيدا...إلى تلك الليلة المظلمة الليلة التي خرج فيها يوسف بعد أن نال صڤعة قاسېة من والده لأول مرة !!!!
كانت جوري تجلس خلف تلك المنضدة الكبيرة محاطة بأدوات عملها الخاصة التي تملأ المكان بألوان جميلة تعشق تصميم الإكسسوارات الديكورية خاصة تلك المصنوعة من الريزن وتبدعها بيديها عارضة إبداعاتها في معرضها الذي نال شهرة واسعة في فترة قصيرة
إتقانها للعديد من الأشياء جعل من هذه الهواية جزءا من حياتها أكثر من مجال دراستها الذي لم تجد فيه مكانا فقد حصلت على شهادتها لكنها اكتفت بذلك وانغمست في عالمها الذي يعكس شغفها
ورغم كل هذا النجاح ومع وجود عائلة رائعة من حولها كانت تشعر بفراغ كبير !!
كيف يمكن أن تشعر بالسعادة وقد فقدتها منذ سنوات بسبب شخص أحبته بصدق ربطت سعادتها به وكان هذا خطئها الوحيد !!!
كانت تنظر إلى الفراغ غارقة في شرود وحزن عميق غافلة عن الشخص الذي يقف خارج المعرض فقد كانت واجهته المصنوعة من الزجاج الشفاف سمحت له برؤية كل تفاصيلها لكن قلبه كان يعتصره الندم والاشتياق
تمالك نفسه بصعوبة غير قادر على الركض نحوها واحتضانها لعله يروي بها اشتياقه الكبير لكنه تساءل بأي عذر سيواجهها 
نظر إلى باقة الورود التي كانت بيده وأخرج قلما من جيب سترته وكارتا صغيرا خط عليه كلمات من القلب
ثم استوقف أحد المارين طالبا منه أن يدخل لها باقة الورد بعد ان اعطاه عدة ورقات مالية جعلته يوافق على الفور
استفاقت جوري من شرودها على صوت الفتاة العاملة تتحدث مع الرجل بعد لحظات من الانتظار غادر الرجل و اقتربت منها الفتاة باحترام قائلة 
آنسة جوري الورد ده لحضرتك
سألتها جوري بتعجب مين اللي بعته !!!
أجابت الفتاة بعدم معرفة 
معرفش سألته قال إن فيه واحد طلب منه يدخل بالورد بس فيه كارت عليه أكيد مكتوب مين اللي بعته
فتحت جوري الكارت وعيناها تلمعان بإعجاب برؤية الورد الأحمر الجوري الذي يحمل اسمها لكن عندما قرأت الكلمات المكتوبة تعالت دقات قلبها بصخب وكأن إحساسها يخبرها بأنه هو !!!
أشتاق إليك وأريدك أن تعودي إلي...هل تظنين أنني أستطيع نسيانك....كل ما أفعله الآن هو التفكير بك 
قربت الكارت من أنفها لتستنشق رائحة عطره ذلك العطر الذي حفظته عن ظهر قلب....كيف لا ألست هي من انتقته له من قبل !!
لكن يبقى السؤال هل هو هو بالفعل 
وإن كان هو فلماذا عاد من جديد !!!!!!
كان يجوب بعينيه على تلك الماثلة أمامه متأملا من أعلى لأسفل بنظرات غير بريئة بالمرة ولم تكن الأخرى بممانعة بل كانت أكثر من سعيدة إذ علمت أنها ستنال مبتغاها من تلك النظرات التي تتراقص في عينيه نحوها فهي شدوى التي تملك القدرة على جذب أنظار الرجال إليها بكل سهولة نظرا لجمالها الساحر !!!
ابتسمت بتفاخر وهي تراقبه يغمغم ببرود لكن نظرات الإثارة والرغبة التي لمعت في عينيه كانت تشي بعكس ذلك 
سهر عرفتك شغلك عبارة عن إيه !!
أومأت له برقة مبالغ فيها قائلة 
اه يا باشا متتصورش حضرتك انا مبسوطه قد ايه 
استأذنت منه وغادرت وهي على يقين بأنه يتابعها بعينيه من الخلف فتعمدت السير ببطء وغنج
ما إن أغلقت الباب حتى لمع بريق مكر في عينيه يفوق مكرها بكثير !!!
يبدو أنها لا تعرفه جيدا إنه سليم أدهم الچارحي
المعنى الحرفي للمكر والدهاء يصعب معرفة ما يدور في عقله فهدوؤه هو ما يميزه حتى في أصعب الأوقات لا تجد سوى الهدوء مرتسما على ملامح وجهه !!!
دخلت إلى مكتبه مرة أخرى وابتسامة ترتسم على شفتيها قائلة بدلال وهي تقترب منه 
مستر سليم في ورق مهم لازم حضرتك تمضيه
تلاعبت بخصلات شعرها بين أصابعها ثموضعت الأوراق أمامه في حركة متعمدة تأمل ما أظهرته من أنوثة وإغراء
كان نظره يتابعها بإعجاب وارتسمت على وجهه ابتسامة ماكرة وفجأة جذبها نحوه مما جعلها تفقد توازنها وتقع على قدميه قائلا بنبرة ماكرة 
قدم اوي الجو اللي بتعمليه ده !!
حاولت دفعه برفق معارضة ولكن بحذر 
سليم بيه من فضلك عيب كده
ابتسم بزاوية شفتيه 
الجواز
ضحك
بسخرية وهو ينظر إليها باحتقار 
مكنتش أعرف إن الجمال ده وراه الغباء ده صحيح الحلو ميكملش
شعرت بالإهانة ولكنها تغاضت عن ردها وهي تبتسم بدلال 
يعني
أمسك بفكها بين يديه بقوة وهو ينظر في عينيها بنظرة حادة 
هتجوزك !!
توسعت عيناها متسائلة بسعادة 
بجد هتتجوزني
لكن آمالها تبخرت عندما قال ببرود 
عرفي!!
ثم ابع بصرامة 
بلاش نلف وندور
تم نسخ الرابط