روايه ضحاېا الماضي للكاتبه شهد الشورى

موقع أيام نيوز

الأيام ستجعل النسيان يسكن قلبه لكنه كان مخطئا إذ لم تستطع السنين أن تمحو حبها من ذاكرته
ألقى بنظره نحو الأسفل فرأى ابنته سيدرا تجلس وحيدة على الأرجوحة التي كانت تشبه الأريكة غارقة في أفكارها هي الأخرى. قرر أن ينزل إليها
اقترب منها وسألها بحنان يفيض من صوته 
قاعدة لوحدك بتعملي إيه يا سيدرا !!
ابتسمت وهي تفسح له مكانا بجوارها قائلة بلطفو
كنت بجري شوية وقعدت أرتاح
أومأ إلياس بصمت لكن ابنته فاجأته بسؤال غير متوقع 
بابا عمرك حبيت 
شعر بتوتر طفيف فسألها بنبرة مترددة 
ليه بتسألي السؤال ده
رفعت كتفيها بلا مبالاة وكأنها لا تريد أن تظهر اهتمامها العميق بالسؤال 
مجرد فضول مش أكتر
تنهد إلياس وأجاب بابتسامة حزينة.
أكيد أنا بشړ زيي زي أي حد وعندي قلب
نظرت إليه سيدرا بتردد وكأنها لا تجرؤ على ذكر تلك المرأة التي ملأت قلبه ذات يوم فسألته بحذر 
اللي حبيتها دي....تبقى....
فهم إلياس ما تقصده فأكمل عنها 
تقصدي حبيت مامتك !!
أجابت بضيق ملحوظ 
بابا لو سمحت الست دي خسارة فيها كلمة أم ومهياش امي عشان تقول عنها كده
عاتبها إلياس بلطف 
سيدرا دي مامتك...اتكلمي عنها كويس
أشاحت بوجهها بعيدا وقالت بسخرية ممزوجة بالڠضب 
أم بأمارة إيه خليني ساكتة بابا بلاش نفتح الموضوع ده
أومأ إلياس بصمت لكنه تفاجأ بسؤالها المباغت مرة أخرى 
طب...كمل لسه بتحبها
نفى برأسه قائلا بحسم 
محبتهاش جوازي من والدتك مكنش حب أبدا
نظرت إليه بعينيها الواسعتين وسألته بفضول حذر 
يعني كنت بتحب واحدة تانية
أومأ إلياس برأسه ثم أطلق تنهيدة طويلة قبل أن يجيب بحب دفين 
محبتش في حياتي غيرها....كانت بالنسبالي نجمة في السماء أقدر أشوفها لكن مستحيل أوصل لها مهما حصل
زاد فضول سيدرا فسألته 
طالما بتحبها كده ليه متجوزتهاش
ظهر الحزن على وجهه بوضوح فأجاب 
كنت هتجوزها لكن ضيعتها من إيدي بغبائي....زمان كنت عصبي ومتهور فيا صفات وحشة كتير...وكانت السبب اني أخسرها !!
كانت سيدرا تستمع بانتباه شديد ووالدها يتابع بحزن 
مكنتش قادر أفهم هي محتاجة إيه كنت متردد في إني أقرب منها وخفت أندم لو اخترتها خۏفي ده خلاها ما تحسش بالأمان معايا وزودت الإحساس ده بغلطة غبية مني...كانت الناهية لعلاقتنا اللي يدوب لسه بتبدأ
سألت سيدرا بعد لحظات من الصمت 
هي دلوقتي فين بتشوفها !!!
ابتسم إلياس بحزن قائلا 
بشوفها علطول وكل مرة بشوفها بحس بحسرة كبيرة في قلبي....إني ضيعتها من إيدي
نظرت إليه بحزن وسألتهز
اتجوزت
أومأ برأسه وابتسم ابتسامة حزينة 
اتجوزت اللي يستاهلها....قدرت تلاقي معاه الحب والأمان اللي فشلت أنا أحسسها بيه هما الاتنين يستاهلوا بعض وعلى قد ما بحس بالندم لما بشوفها مع غيري بفرح لما أشوفها سعيدة
شعرت سيدرا پألم عميق لأجل والدها وسألته بحزن 
عشان كده سمتني سيدرا
نظر إليها بدهشة لتتابع.
اسمي معناه نجمة...زي ما وصفت حبك ليها كان نفسك تسميني على اسمها صح
تنهد إلياس وقال بحزن 
كان نفسي
سألته بخفوت 
طب ليه ما عملتش كده
تنهد وأجاب 
في أسباب كتير
سألته بفضول 
إيه هي الأسباب
هز رأسه قائلا 
هحتفظ بيها لنفسي
لم تستطع كبح فضولها فسألته 
طب...مين هي !!
صمت إلياس ولم يجب ففهمت ابنته أنه لا يريد أن يتحدث أكثر....ساد الصمت بينهما لدقائق إلى أن سألته بصوت منخفض 
هي ليه سابتنا ومشيت يا بابا !!
عرف أنها تتحدث عن والدتها نسرين ظل يستمع لها بصمت وهي تتابع بحزن حاولت جاهدة أن تخفيه لكنه كان واضحا في نبرة صوتها 
كنا صغيرين أوي مش ممكن نكون عملنا حاجة تزعلها و تخليها تمشي وتسيبنا....ولو حضرتك كنت السبب
ضحكت بسخرية وتابعت 
حتى ده مش مبرر إنها ترمينا وتختفي كده و متبصش وراها ولا مرة.....ده أنا حتى معرفش شكلها
حاول إلياس أن يجد كلمات تواسيها لكنه لم يجد ما يخفف من ألمها فتكلمت هي بدلا منه 
مش بقول كده زعلانة بس مستغربة إزاي فيه أم تبقى كده !!
صمت إلياس مجددا فتابعت سيدرا بحب 
عارف يا بابا إنت أحن وأجمل أب في الدنيا والحمد لله إنك إنت اللي معانا مش هي....متأكدة إنها مكنتش هتحبنا زي ما إنت بتحبني أنا ويونس
ابتسم إلياس وجذبها إلى حضنه بحنان أبوي دافئ 
إنتي وأخوكي كل حياتي يا سيدرا والحاجة الوحيدة اللي مصبراني ع الدنيا....أنا مليش غيركم
في تلك اللحظة جاء صوت يونس توأم سيدرا وهو يقول بمرح معتاد 
خېانة مش عيب يا إلياس باشا تحضن بنتك لوحدها كده و تنساني
ضحك إلياس فاتحا ذراعيه له 
تعالى يا أهبل
ألقى يونس بنفسه في حضڼ والده الذي شدد من عناقهم ثم قال بحب وحنان 
ربنا يخليكم ليا
قبل الاثنان يد والدهما بحب قائلين 
ويخليك لينا يا بابا
في صباح اليوم التالي 
بخطوات بطيئة دخل أكمل من باب المعرض الخاص بجوري عينيه تبحث عنها بلهفة وقلبه ينبض بالخۏف من تلك اللحظة التي يقترب منها
كان المكان مليئا بالألوان الهادئة والأدوات الفنية لكن عقله كان مشغولا بشيء واحد فقط....رؤيتها !!!
دارت عيناه في المكان حتى وقعت عليها تجلس في أحد زوايا المعرض أمام منضدة مستطيلة كبيرة محاطة بأدوات العمل الخاصة بها
كانت تركيزها الكامل على ما تفعله حتى أنها لم تشعر بوجودهنطق باسمها بصوت مليء بالاشتياق 
جوري
تجمدت في مكانها صډمتها الكلمات هذا الصوت تعرفه جيدا بل تعرف صاحبه تمام المعرفة !!!
لبالتأكيد هناك شيء خاطئ ربما أصاب أذنها شيء ما !!!
رفعت وجهها ببطء وعندما وقعت عيناها عليه جمدت في مكانها ها هو أمامها بعد كل هذا الوقت يقف بقدميه أمامها بعد كل ما فعله
كانت عكس شقيقتها في كل شيء جوان تمتلك القوة لتواجه هكذا مواقف دون أن تضعف لكنها كانت مختلفة تماما دموعها تسبقها في كل مرة عند الألم لا تستطيع التحكم بنفسها وتلك الصفة أكثر
ما تبغضه في شخصيتها
تمنت في تلك اللحظة أن تستطيع السيطرة على دموعها لكن كالعادة خذلتها عيناها وسقطت دمعة منها تلتها المزيد وكأنها سيول لا يمكن إيقافها
ألمه قلبه لرؤيتها بهذه الحالة فتقدم خطوتين نحوها لكنها تراجعت قائلة بجدية وهي تمسح دموعها سريعا 
تحت أمرك يا فندم في حاجة عجبتك ولا هتطلب تصميم مخصوص
عاد ينطق اسمها بحزن واشتياق جوري
حاولت أن تكبح جماح مشاعرها قائلة بصوت حاولت أن تجعله طبيعيا 
طلبك يه يا فندم
أجابها بحزن وعشق 
أنت طلبي وكل حاجة عاوزها من الدنيا أنتي وبس يا جوري
أجابت بجدية وهي تشير إلى الباب من خلفه 
طلب حضرتك مش موجود....شرفتنا
نطق اسمها بتوسل راغبا في أن تتوقف عن الحديث بتلك الطريقة التي تؤلم قلبه جوري من فضلك
تجاهلته وجلست خلف المنضدة عائدة إلى عملها لكنها شعرت بوجوده يقترب منها حتى بات واقفا بجانبها مرددا باشتياق 
وحشتيني أوي
بصعوبة تمكنت من السيطرة على مشاعرها وكافحت للحفاظ على تعبير وجهها الجاد انحنى جالسا على ركبتيه بعد أن حرك مقعدها ليكون وجهها مقابلا لوجهه قائلا بحزن و اشتياق 
أكمل الزيني جالك راكع لحد عندك زي ما قولتيله زمان
ضحكت بسخرية دون أن تنظر إليه 
يمكن زمان كان يفرقلي إنك تيجي راكع لكن دلوقتي مبقتش فارقة زي ما وجودك مش فارق معايا...وعلى فكرة جوان موجودة في النادي....اعتقد إنك عارف العنوان تقدر تروح لها هناك
تمنى أن تنظر له لكنها حتى تلك حرمته منها فأجابها بصدق و عشق خااص 
أنا هنا عشانك يا جوري مش عشان جوان انا رجعت لأن كل لحظة بعيد عنك كانت بتقتلني وكل ما حاولت أهرب من اللي حسيت بيه لقيت نفسي أكتر غرقان في حبك
ثم تابع
تم نسخ الرابط