روايه للكاتبه يسرا
المحتويات
دموعها فى صمت
شعر جاسر بالذنب فقد استغل اشتياق والديها لذريه ابنتهما فى الضغط عليها عله يستطيع الاقتراب منها
تقدم جاسر بضعه خطوات منها ووضع يده على كتفيها برفق
شعرت سالى بالرجفه تسرى فى جسدها فاستدارت تواجهه پغضب وقالت ودموعها لازالت تنهمر بغزاره على وجنتيها انت عاوز ايه بالظبط ...فهمنى ...عاوز منى ايه ...انت مش مكفيك اللى عملته فيا لازمته ايه تدخل بابا وماما فى اللى بينا تحب اخرج ااقولهم ..هه تحب ااقولهم انك متجوزنى عشان ترجع ابنك وبس ... وانى انا مش طيقاك وعايشه معاك عشان خاطرهم هما ..عشان مايتقهروش على طلاقى للمره التانيه ...ولانها فى الاول والاخر غلطتى لانى انا اللى اتسرعت ووافقت عليك
اخذ جاسر الوساده ووضعها ارضا وتمدد على الارض مديرا جسده لسالى التى وقفت شاعره بالضيق فقد تفوهت بكلمات جارحه لم تظن انها قد تمسه الى ذلك الحد ...ولكن يبدوا ان سورا اخرا بنى بفعل اقوالها ليفصلها بعيدا عنه لترتفع الاسوار ويزداد عدد الجدران لتضيف مزيدا من الاتساع للهوه العميقه التى تفصلهما عن بعضهما البعض
ولم تجرؤ سالى على الحديث اليه ...وما ان اشرقت شمس الصباح حتى قام جاسر وخرج بهدوء من الغرفه واتجه الى الحمام
خرج من الحمام بعدما انهى اغتساله ليجد ان سالى قد استيقظت الاخرى واعدت الافطار فى محاوله منها لأصلاح الامور
فذهب الى غرفه النوم وارتدى ملابسه فى عجاله
رد جاسر باقتضاب صباح النور
سالى انا حضرت الفطار
وضع جاسر المشط جانبا وقال مش عاوز ...وياريت تلبسى هدومك عشان انا مستعجل ..يادوب اوصلك انتى وسليم واروح على الشركه
قالت سالى باندهاش انت هتروح الشغل!!
ارتدى جاسر ساعته الفاخره قائلا فى سخريه ااه معلش ياعروسه شهر العسل يادوب مالحقش يكمل اسبوع بس اظن بكملت... راجل مش طيقاه... وبتربيله ابنه ...ما انتى مضطره والا هيبقى اسمك مطلقه للمره التانيه ...فبكملت بقى وربنا يعينك
عادت سالى بعد قليل لتجد ان الغرفه اصبحت خاويه فأبدلت ثياب سليم وملابسها وخرجت بعد قرابه النصف ساعه لتسمع اصوت لوالدها و لجاسر يتحدثان عن طرق الزراعه وانواع النباتات المختلفه اتيه من الدور العلوى
وما ان رأته سالى حتى قالت صباح الخير يا بابا
محسن ياصباح الورد
قال جاسر بحزم
هاه جاهزه
محسن ما تستنوا تتغدوا معانا النهارده دا حتى سيرين جايه على الغدا هيا والبنات
جاسر معلش ياعمى ورايا شغل
محسن طيب دى مانقدرش نقول فيها حاجه... بس ماتسيبهم وابقى حود عليهم حتى عشان ماتنزلوش بالولد الصبح بدرى كده ياخد لطشه برد لا قدر الله ولا حاجه
رد محسن كان الله فى عونك
جاسر معاكى كل حاجه لسليم ولا
اخلى السواق يجبلك حاجته من القصر
سالى لا اطمن جايبه كل حاجته معايا
جاسر اناولك حاجه قبل ما امشى
سالى لاء شكرا ..
محسن بالسرعه دى طيب افطر الاول
جاسر لا انا هفطر فى المكتب عشان انا
كده متأخر عن اذنك ياعمى وسلامى لطنط
انصرف جاسر ودعته سالى بصمت بعدما قبل ابنه الصغير متجاهلا اياها رافضا النظر اليها
حاولت سالى تناسى شجارها مع جاسر بالحديث الى امها واختها تاره والحكى لهم عن القصر ومداعبه سليم والاطفال تاره اخرى الا ان ذكرى خلافها مع جاسر ظلت تطاردها طوال اليوم
حتى حضر جاسر فى السادسه مساءا واصطحبها عائدين الى القصر فى صمت
ما ان دخلت سالى للقصر بصحبه جاسر حامله سليم حتى استقبلتهم سوسن هانم باستنكار شديد قائله وانت لحقيت تجيبه لما تاخده بعيد عنى وتباتو بره ...اسمعى اهلك واحشينك تتفضلى تروحيلهم انشالله تقعدى عندهم على طول لكن حفيدى تسيبه هنا
تفاجأت سالى من هجوم سوسن عليها بهذا الشكل والاكثر مفاجأه لها ردة فعل جاسر فقد تجاهل هجوم والدته عليها ببرود
تام وقال لوالدته خليهم يحضرولى العشا ...انا طالع اخد شاور
صعد جاسر السلم تاركا زوجته بمفردها تواجهه والدته التى تنظر لها بأعين ناريه وقالت لها هاتى الولد
اذعنت سالى لطلبها على الرغم من عجرفتها وقالت اتفضلى ...عن اذنك انا طالعه فوق
اخذت سوسن سليم واتجهت الى غرفه المعيشه تاركه سالى التى كانت تشعر بقمه الذل والمهانه
صعدت سالى الى الغرفه دخلت لتجدها خاويه فأبدلت ثيابها ودخلت الى الحمام واستحمت هى الاخرى علها تهدىء قليلا
وعندما انتهت ظلت جالسه بمفردها شاعره بالاهمال الذى يتعمده جاسر تجاهها ...تسائلت سالى عن مكانه ..ترى اين يكون هل يعقل انه قد ترك الغرفه ...
شعرت بعد قليل بالاشتياق الى سليم فتوجهت الى الطابق السفلى لتسمع اصوات زياد عاليه يداعب ابن اخيه فدخلت الى غرفه المعيشه
لتقابلها سوسن ويعلو وجهها نظره ازدراء واضحه وما ان راى سليم سالى حتى جرى باتجاهها قائلا فى سعاده ااااالى
امسكته سالى ورفعته فى الهواء فقالت سوسن صاړخه انتى مجنونه ايه اللى انتى بتعمليه ده ممكن يقع من ايدك
شعرت سالى بالڠضب الشديد فردت ببرود ناظره لسوسن فى تحدى وحضرتك شوفتيه وقع
قال زياد محاولا تلطيف الاجواء ماتخافيش يا سوسو امال ما انا كنت بلاعبه من شويه والاطفال بيفرحوا بالحركه دى ...بس ايه يا سالى سليم اتعلق بيكى وعرف اسمك كمان طيب اتوسطيلى عنده يقول زياد
جلست سالى على الاريكه ووضعت سليم على قدميها وقالت قول زيااد ...زياد
ظل سليم ينظر اليها فارغا فمه فجلس زياد الى جوارها وقال ضاحكا هوا الواد عامل كده ليه هوا اسمى فى مخدر موضعى ماله فاتح بوقه كده
ضحكت سالى بشده ناظره الى سليم وقالت عشان بس مستغرب الاسم
فى تلك اللحظه دخل جاسر الغرفه ليجد زوجته تجلس الى جوار اخيه والمسافه بينهما لا تتجاوز السنتيمترات تتبادل معه حوارا ضاحكا
فشعر بالنيران تشتعل داخله وقال فى هدوء ماتضحكونا معاكم
رفع زياد انظاره وقال دون ان يدرى بأفكار اخيه ولا نظره الشك المطله من عينيه تعالى شوف ابنك فاتح بقه ازاى
ثم توجه الى سليم الصغير بالحديث وقال يابنى ااقفل بوقك حاجه تدخل كده ولا كده
تقدم جاسر للامام وقال لسالى بجفاء هاتيه
حمل جاسر ابنه واتجه الى الكرسى وجلس يداعبه فقال زياد انت مالك قعدت بيه بعيد اووى كده
جاسر طول النهار ماشفتوش عايز اشبع منه
سوسن بلؤم طيب انت طول النهار وفشغلك وانا هنا لوحدى سايبه للغرب يتمتعوا بصحبته ليه
شعرت سالى پالدم يتصاعد الى خديها وانه من المحال ان تتقبل اهانات والده جاسر بعد الان فقالت عن اذنكم انا طالعه اوضتى
نظر زياد الى والدته وقال پغضب ماما من فضلك مايصحش كده
سوسن ايه يا ولد انت مالك انا بكلم اخوك
جاسر اونا هسيبكم تتخانقوا براحتكم ....وحمل ابنه وخرج ونادى بصوت عال نعمات ...نعمات
حضرت نعمات مهروله وقالت ايوا يا جاسر بيه
جاسر من فضلك يا داده طلعيه ينام
نعمات حاضر عن اذنك
توجه جاسر الى غرفه المكتب وما هى الا لحظات حتى دخلت والدته دون ان تطرق الباب وقالت انت خليتهم ليه يحضرولك اوضه تانيهايه ياعريس حد يسيب عروسته فى شهر العسل تنام لوحدها
رد جاسر ببرود من فضلك يا ماما ماتتدخليش دى حياتى وانا حر فيها وانا كبير مش صغير على فكره
سوسن هه جالك كلامى... روحت جيبت واحده مش من مستواك واديك مش مرتاح وكلها ايام وتطلقها... كويس عقلك فى راسك
تعرف خلاصك
لم يشأ
جاسر ان يرد على والدته او ان يدخل معها فى جدال عقيم فآثر الصمت
ولم تنتظر منه سوسن ردا وخرجت شاعره بأنها كانت محقه مما منحها راحه وشعورا بالنصر وتصميما لمتابعه خطتها فى اقصاء سالى عن حياه ابنها
الفصل الواحد عشروون
مرت عده ايام وظل التوتر سيد الموقف بين جاسر وسالى وسط سعاده غامره شعرت بها سوسن ولاحظه زياد
كان جاسر يستيقظ فى الصباح الباكر ويتناول افطاره بمفرده ويتجه الى عمله ولا يعود الا متأخرا للغايه ولربما ينتصف الليل ويظل غائبا
اما سالى فكانت تشعر بالسأم الشديد فحماتها لم تمكنها من رعايه سليم بالشكل اللذى اعتادت عليه واولت داده نعمات مسئوليه رعايه سليم بل مواعيد استيقاظه ونومه وظلت سالى تحارب حتى تحتفظ بمكانتها والا فما قيمتها
وذات يوم رن هاتف سالى المحمول كان المتصل والدها يبلغها بأن سيرين اختها قد وضعت مولدها طالبا منها المجيىء لزياره اختها وولدها الذى تبين انه ذكرا
اتصلت سالى بمكتب جاسر رد عليها صوت نسائى ناعم بدلال فأحرزت سالى انها السكرتيره قالت لها سالى عاوزه اكلم جاسر لو سمحتى
السكرتيره اسفه يافندم اصله مشغوووول خاااالص
اشتاطت سالى ڠضبا وقالت حولينى ليه
السكرتيره وحضرتك تبقى مين
سالى بصرامه انا المدام
ماهى الا ثوان حتى اتاها صوت جاسر الرجولى قائلا بخشونه نعم
سالى سيرين ولدت وعايزه اروح لماما
جاسر بالسلامه
فردت سالى علها تستفزه وهبات ليلتين
جاسر متهكما وماله ان شالله عشر ليالى ولا اقولك الف ليله وليله ...اسمعى انا مش فاضيلك تروحى تأدى واجب الزياره وترجعى الساعه 7 سبعه
ودقيقه انتى حره ساعتها
سالى 7 ايه الساعه 4 يعنى عبال ما اركب موصلات واقعد وارجع اكون مالحقتش حتى ااقولهم السلام عليكم
جاسر خدى السواق يوصلك .......
لم تسمع سالى المزيد فقد انهى جاسر الاتصال
شعرت سالى بالغيظ وقامت وابدلت ملابسها ونزلت واتجهت الى نعمات الجالسه فى المطبخ قائله داده لوسمحتى خلى السواق يجهز عايزه اخرج
نعمات حاضر من عنيا
سالى انا مش هتاخر خدى بالك من سليم
نعمات
فى عنيا حبيبتى ماتقلقيش
خرجت نعمات واستدعت السائق ورأتها سوسن الجالسه فى الفرانده الواسعه فسألتها سوسن نعمات انتى بتندهى على السواق ليه
نعمات سالى هانم عايزه تخرج
سوسن هانم فى عينك ...انا بعت السواق يجبلى حاجه روحى يالا
نعمات لكن انا شيفاه قاعد جوه ..يمكن جه
نظرت لها سوسن بتعالى وقالت وانا قلت انى بعته كمان انا خارجه كمان شويه ..يالا امشى من هنا
سمعتهم سالى وشعرت بالحنق من حماتها الكاذبه وخرجت رافعه رأسها وخرجت من بوابه القصر الواسعه واستقلت احدى سيارات الاجره ونقدته مبلغا محترما ليوصلها الى بيت ابيها
وصلت سالى الى البيت وما ان دخلت حتى استقبلتها الصغيره
متابعة القراءة