روايه للكاتبه روز امين
المحتويات
من جانب فمها أحرقت روحه ثم تمددت فوق أريكتها تحت إستشاطة ذاك الحانق الذي ألقي بجسده فوق الفراش بإهمال وهو يضغط علي شفته السفلي حتي كادت تدمي من شدة غيظه
قضي ليلته متسطحا علي ظهره ناظرا في السقف يفكر بشرودتارة في تلك العنيدة التي اوصلته لإشتعال روحه بقرار ابتعادها عن وهذا الأمر بالأخص لم يقوي قلبه العاشق علي إحتمالهويفكر ايضا بوضع إبنته الذي أرق روحه وشتت كيانه
فور ذهابه إلي العملتحركت مليكة إلي منزل والد زوجها كي تشتكيه وتضع لجنونه الذي أصابه حداطلبت الجلوس معه هو ومنال علي إنفراد بغرفة المكتبجلست وقصت لهما كل ما حدث
بس أنا شايفة إن ياسين معاه حق في اللي عمله
واستطردت باستعراض لوجة نظرها
أول حاجة البنت
________________________________________
لسة صغيرةودراستها صعبة ومحتاجة تفرغ كامل علشان تقدر تحقق حلمها وتبقي جراحة ممتازة ومميزة
ثم رفعت قامتها بكبرياء واسترسلت بتعالي كعادتها التي لم تتغير لتأصلها داخل كيانها
أصلا علشان يتجرأ وييجي يطلب إيد أيسل المغربيده مجرد ضابط صغير من عيلة لا تذكر قدام إسم ياسين عز المغربي
واسترسلت بسخط
هي الناس إتجننت ولا إيه
إتسعت عيناي مليكة بذهولوإستشاط داخل عز من تغطرس تلك المتكبرة وهتف بنبرة حادة
ولد! الولد اللي بتتكلمي عنه بالدونية دي يبقي رائد متميز في جهاز المخابرات الحړبيةوليه مكانته اللي الكل بيقدرها من أصغر عامل لحد رئيس الجهاز بذات نفسه
وعيلة إيه اللي بتتكلمي عنها!
أفتكر يا مدام اللي يربوا راجل يضحي بروحه في سبيل شغله وبلده يبقوا ناس محترمة ويستحقوا كل التقدير وإننا نتكلم عنهم بإسلوب أرقي من كدة
بنبرة واثقة تحدثت
انا ما قصدتش أهينه يا عزكل الحكاية إني إستغربت من
جراته
جرأته!نطقها باشمئزاز ثم استرسل بنبرة غاضبة
واسترسل بوجه ساخط
إبنك يا هانم فاكر نفسه كبر عليا وبيتصرف في البيت ولا كأن ليه أب يرجع له ويستشيره
بدفاع عن حبيبها نطقت بطلقائية ودون إدراك منها متغاضية عن إحتدامه عليها وتوبيخها ليلة أمس
ياسين أكيد ما يقصدش المعني اللي وصل لحضرتك ده يا عموكل الحكاية إن غيرته وخوفه علي أيسل خلوه يتصرف بتشتت وعدم إتزان
المشكلة الوقت في أيسلالبنت متعلقة بيه وشايفة إن ده الراجل المناسب اللي تقدر تكمل معاه حياتها وهي مطمنة علي نفسها
أردفت منال بلامبالاة
أيسل لسة صغيرة ومتعرفش مصلحتهابكرة تنسي
عقبت بإبانة
مش هتنسي يا طنطأيسل حبت الرائد بجد بدليل التغيير اللي كلنا لمسناه في تصرفاتهاأيسل رجعت لطبيعتها بفضل حبها ليه
واسترسلت بتوجس
ولو ياسين أصر علي موقفة من السهل جدا تنتكس مرة تانيةوياعالم هتقدر تخرج من الحالة دي تاني ولا حالتها هتسوء أكتر
أردفت منال بنبرة مشتتة
عندك حق يا مليكةسيلا فعلا رجعت زي زمان واحسن كمان
تنهدت مليكة براحة وحولت بصرها إلي عز الجالس يفكر بشرود ويحك رأسه بأصابع يده بتفكر
هتعمل إيه مع ياسين يا عمو
وبخجل استرسلت بتردد ظهر علي وجهها
بصراحة كدة أيسل هي اللي بعتاني علشان أحاول أقنع حضرتك وطنط
إبتسم عز وتحدث بمشاكسة
سبحان مغير الأحوالبقي أيسل اللي ما كانتش بطيقك أخر فترةتلجأ لك إنت بالذات علشان تساعديها
واستطرد بفكاهته المعهودة
بركاتك يا سيادة الرائد
ضحكت مليكة وتحدثت بفكاهة
الحب يصنع المعجزات يا عمو
سألته منال بترقب بعدما أصابها حديث مليكة بالريبة وجعلها تفكر في أمر إرتباط حفيدتها بجدية
هتعمل إيه يا عز
تنهد بحدة وتحدث متوعدا بنبرة جادة
هربي لك إبنك من جديد يا منال
بتوجس أردفت مليكة
عموممكن ما تقولش ل ياسين إن أنا اللي قولت لحضرتك
برغم غضبه الهائل منه إلا أنه قهقه عاليا وتحدث بمفاخرة
اللي بيعجبني في ياسين إبني إنه فارد عضلاته علي الكل ومسيطرتربية تشرف والله
ثم استطرد مطمأنا إياها
ما تخافيش يا حبيبتي
ثم حك ذقنه واسترسل متوعدا
بسلامته مش هيبقي عنده وقت يفكر في مين اللي قال لي أو عرفت إزاي
خرج من غرفته مرتديا ثيابا عصرية أنيقة للغاية جعلت منه وسيما حد الجنونوجد والدته تقابله حيث كانت تتجه إليهشملته بنظرات متعجبة وتحدثت مستفسرة
إنت متشيك كدة ورايح علي فين علي الصبح
أجابها بنبرة هادئة
رايح مشوار ضروري يا ماما
اردفت بنبرة جادة
مشوار إيه ده كمانإنت مش لسة في أجازة يا ابني
أردف بتملل
بلاش شغل رجالة النيابة اللي علي الصبح ده يا ماما الله يبارك لك
هتفت بنبرة حادة
سيبنا من رايح فين وقول ليصحيح الكلام اللي أبوك قاله لي إمبارح ده
ضيق عيناه مستفهما فاسترسلت هي بايضاح
إنت طلبت بنت سيادة العميد للجواز
إبتسم وأجابها بمداعبة
هو الدكتور لحق بلغك بالموضوع
هتفت لائمة إياه
يعني الكلام طلع بجد يا كارمطب وبنت خالتك اللي متعشمة إنك تخطبها
عقب علي حديثها بنبرة حانقة
أنا راضي ذمتك يا ماماأنا عمري جيت في يوم وقلت لك إني حابب أخطب بنت خالتي!
طب ما هي كانت قدامي قبل ما اخطب ريهام ولو كنت شايفها مناسبة ليا كنت خطبتها بدالها
حاولت معه قائلة بإقناع
يا ابني بنت خالتك أولا بكوبعدين مايان بتقولي إن بنت سيادة العميد دي مغرورة وډمها تقيلوأنا عاوزة لك واحدة فرفوشة تدلعك ومفيش غير مايان اللي هتوريك الدلع كلهإسمع من أمك حبيبتك
أردف بوجه سعيد
كدة نبقي متفقين يا حبيبتي
إنفرجت أسارير بثينة وبلهفة تسائلت
يعني هتخطب بنت خالتك
لا طبعاهخطب أيسل نطقها بتأكيد أصاب الاخري بإحباط شديدواسترسل وهو يحاوط كتفها بحنان
هو أنت يا حبيبتي مش كل اللي يهمك إني ألاقي اللي تسعدني وتدلعني
واستتطرد مؤكدا بثقة
أهي أيسل دي الوحيدة اللي هلاقي علي أديها الدلع كله
بنبرة متهكمة سألته
وإنت بقي جايب الثقة دي كلها منين إن شاء الله!
بمشاكسة أجابها
من قلبي يا روح قلبيقلبي هو اللي قال لي إن دلعك كله يا واد يا كرومة هتلاقيه عند أيسل
سألته بإحباط ظهر بعيناها
يعني مفيش فايدة فيكبردوا منشف دماغك ومش هتخطب مايان
واسترسلت بنبرة حائرة
طب أقول لخالتك إيه المرة دي كمان
بنبرة جادة أجابها
قولي لها إن إبني لقي اللي عاش عمره كله يدور عليها
إبتسمت بحنان وسألته بعدما رأت علامات العشق داخل عيناي صغيرها
بتحبها يا كارم
عقب بعيناي عاشقة
قوي يا ماما
سألته من جديد باستفسار
وهي بقي تستاهل حبك ده
أردف بنبرة حنون وصلت إلي والدته وتأثرت بها
واستطرد بعيناي مترجية حيث انه لم يبلغ والده برفض ياسين لعرضهبل أبلغه أنه طلب مهلة للتفكير كتصرف أي أب
إدعي لي بس ربنا يهدي أبوها ويوافق
هتفت بعين الأم
وهو هيلاقي فين راجل أحسن منك لبنته
إبتسم لها وتحدث بانسحاب
أنا ماشي يا حبيبتيمش عاوزة حاجة
عاوزة سلامتك يا حبيبي نطقتها بإبتسامة حنون فقبل جبهتها وانطلق سريعا إلي الخارج
داخل الحرم
الجامعي
كانت تتحرك بطريقها إلي مقر قاعة المحاضرات بوجه عابس تأثرا بتواجدها مع ذاك المتطفل الثرثار نظرت أمامها وبلحظة تبدل حالها وتهلل وجهها بالسعادة وامتزجت حمرة السرور مع الخجل مما أعطي لوجنتيها بريقا حين رأت ذاك الوسيم الواقف بانتظارها بهيأة خطفت أنفاسها وهزت قلبها پعنف شديد
إهتز قلبه طربا واعترته نشوة بالغة والتمعت عيناه إغتباطا حين تعمق بالنظر لزرقاويتاها الساحرةتحدث بنبرة تقطر إشتياقا
وحشتيني
كاد قلبها أن يقفز من بين أضلعها ويرمي بحاله داخل نظرت عليه وهتفت بسعادة بالغة
يا مچنون
قهقه عاليا وتحدثت وهي تتلفت حولها بترقب
مش خاېف حد يشوفك ويروح يقول لسيادة العميد
ما بقتش خاېف غير من حاجة واحدة بس نطقها بإبتسامة ساحرة واسترسل بعيناي تقطر هياما
بعدك عني يا أيسل
إنتفض قلبها عشقا ثم تمالكت من حالها وسألته بمداعبة
ما كنتش أعرف إنك متهور كدة يا حضرة الرائد
أردف بمداعبة
شوفتي حبك وصلني لأيه يا بنت المغرب يبقيت ماشي بنص عقل من ورا غرامك
إبتسمت خجلا وتحدث هو
تعالي نقعد في الكافيتريا نشرب حاجة ونتكلم
إتسعت عيناها وكأنها للتو وعت علي حالها
يا خبرده أنا عندي محاضرة مهمة ولازم اتحرك حالا
فتحدث هو باعلام
هستناكي في الكافيتريا علي ما تخلصي
أومات ثم سألته باستفسار علي عجالة
هو أنت دخلت الجامعة إزاي!
رفع أحد حاجبيه وتحدث مستنكرا
إنت بتشككي في قدرات حبيبك ولا إيه يا هانم
إبتسمت له فتحدث بمشاكسة
إوعي تتأخري علياعلشان ماتزعليش لو جيتي لقتيني قاعد مع إحداهن من الجميلات
بنظرات فتاكة وكأنها تحولت أجابته بشراسة
طب إتجرأ وأعملها وإنت تشوف اللي هيجرا لك علي إيدي يا إبن المعداوي
أموت أنا في الشراسة نطقها بغمزة وقحة
جعلتها تخجل وتهرول هربا إلي قاعة المحاضرات تحت حبور ذاك الذي يشعر وكأنه ملك
عودة إلي حي المغربي
عاد من عمله مبكرا وتحرك إلي منزل أبيه كي يعطي فرصة لتلك الثائرة أن تهدأدخل من البوابة الداخلية وجد والده يقف أمام مكتبه وكأنه ينتظر حضورهتحدث بوجه عابس ليستدعيه للداخل
ياسينتعالي عاوزك
تعجب من تجهم وجه أبيه وتحرك خلفه داخل حجرة المكتب ثم تحدث بانصياع بعدما أغلق الباب ونظر لذاك الواقف أمامه
تحت أمرك يا باشا
بملامح وجه ساخطة هتف بنبرة غاضبة
تحت أمري إيه بقي يا ياسين باشاده أنا اللي بقيت تحت أمر جنابك بعد ما لغيت وجودي من حياتك وبقيت تاخد قرارات مصيريه تخص العيلة من غير ما تعمل حساب لوجودي
قطب ياسين جبينه متعجبا ثورة والده فصاح الآخر موبخا إياه بصوت حاد
فاكر نفسك كبرت عليا يا أبن منال
إنتهي البارت
الفصل الثالث والأربعون
قلوب حائرةالجزء الثاني
كم هو مؤلم مؤذي شعور الحبيب من الحبيب بالإهانةحقا مذاقه مر كالعلقموماذا لو أتاك الخذلان من المتيمكم أنه لشعور موجع حين يؤلمك ولا يعي حجم ما فعل بك من إنهيارات عصفت بكل ما كان يشعرك بالسلام الداخلي والسكون اللذان كانا يجتاحا عالمك في حضرته
خواطر مليكة عثمان
قطب ياسين جبينه مستغربا حدة والدههو أكيدا من أنه لم يفعل شئ يغضبه لهذا الحد!
إذا لما كل تلك الثورة العارمة وما سببها يا تري!
ضيق عيناه مستغربا ثورته والتي يجهل سببها فصاح عز مؤبخا إياه بلهجة حادة
فاكر نفسك كبرت عليا يا أبن منال
برجاحة تحدث إلي أبيه موقرا إياه
إهدي يا باشا أرجوك وفهمني إيه اللي مزعل جنابك مني بالشكل ده
رمقه بعيناي غاضبة كحدة الصقر ثم هتف متسائلا بسخط
يعني مش عارف بجد يا سيادة العميد
ولا بقيت معتمد علي إن أبوك بقي راجل مغفل وقاعد في البيت مش
متابعة القراءة