روايه للكاتبه روز امين
المحتويات
يخرج
إلى النوروجدت المكتب خالي من ذاك الجاد في عملهكادت أن تتحرك إلى الخارج لولا دلوف ذاك العمر المفاجئ الذي أربكها وجعلها تتراجع إلي الخلف علي عجالة
نظر عليها وتحدث بجدية
سوري لو إتأخرت عليك شويةكنت عند المدير في أمر ضروري
هزت رأسها بتفهم وتحركت إلي المقعد لتجلسوما أن رأته يغلق الباب حتي إنتفضت كمن تعرض للدغة عقرب وتحدثت بنبرة حادة
ضيق عيناه وهو ينظر إليها مستغربا فزعها وتحدث متعجبا
وليه أسيب الباب مفتوح!
هتفت بنبرة خرجت حادة لملامح وجه جادة
علشان ده المفروض
قطب جبينه متعجبا أمرها وسألها ساخرا
ومين بقي اللي فرضه يا باشمهندسة!
بثقة عالية أردفت بيقين
ديني والإصول والعادات اللي إتربيت عليها هي اللي فرضته عليا يا باشمهندس
النظر إليها ثم تحدث بلامبالاة
أوكزي ما تحبي
قال كلماته إحتراما لرغبتها وتحرك إلي مكتبه بعدما تاركا الباب مفتوحا كما طلبتأشار بيده يستدعيها للجلوس وتحدث بنبرة جادة
إديني سبت الباب مفتوحممكن بقي نشوف شغلنا اللي متعطل ده
تحمحمت وأردفت بهدوء
تمام يا باشمهندسأنا تحت أمرك
أومأ لها ثم بدأ بمتابعة عملهما تحت نظرات عمرفمنذ الوهلة الأولي التي رأي فيها تلك الطامحة وعلي الفور أنبهر بذكائها وإصرارها علي النجاحوها هو الآن يضاف إلي إنبهاره إعجابه بسمو أخلاقها ومبادئها الجديدة عليهحيث أنه وطوال مسيرته وجولاته النسائية التي لا تعد ولا تحصي لم يحالفه الحظ بمقابلة نفس تلك النوعيةبل لم يلتقي سوي بالمنحرفات أمثاله والتي كان يلتقي بهن داخل الحانات بالماضي
ما زال عز وثريا يجلسان وانضمت إليهما مليكة ومسك وباتوا يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم تحت سعادة عز التي لا توصف
كان الصغير يلهو مع تلك القابعة فوق مقعدها محاولا إلهائها ودمجها معه وبرغم هذا كانت تشعر بالضجر الذي إختفي بمجرد رؤيتها لدخول مروان بجوار أنس وحمزة وبصحبة ياسين الذي إنتهي من عمله بالجهاز واتجه إلي النادي ليجلب حمزة ومروان وأنس في طريقه إلي المنزل
ماااارو
أجابها بعيناي سعيدة
ليزاوحشتيني
إلتمعت عيناها ببريق البهجة وبرغم شدة اغتباطها جراء حضوره إلا أنها مطت شفتاها وتحدثت معاتبة إياه
أنا زعلانة منك كتير يا مارو
ليه يا حبيبتي جملة حنون نطقها وهو يجثو علي ركبتيه ليكون قريبا منهافأجابته بدلال
واسترسلت وهي ترفع منكبيها للأعلي بحزن
ومش جيت
أجابها متفهما ڠضبها
معلش يا حبيبتي اصلي نمت إمبارح بدريوبعدين مش إحنا إتفقنا إنك هتنامي مع بابي يومين وعندنا هنا يوم
أومأت ثم تحدثت متذمرة بنبرة طفولية
أنا عارفة يا ماروبس أنا بحب أقعد معاك كل الوقت
إنت بنت رخمة وأنا مش هلعب معاك تانيوخليكي بقي مع مروان
صاح بكلماته الغاضبة وكاد أن يتحرك قاصدا بوجهته الداخل لولا مليكة التي إستمعت إلى صوته الحاد وهرولت عليه وقامت بحمله وثبتته ب ا وتساءلت بنبرة حنون
مالك يا حبيبيمين مزعلك
أشار بكف يده باتجاة ليزا وتحدث بصياح حاد وعيناي غاضبتان
الرخمة ديعمال ألعب معاها من بدري واديتها من الميلك شيك اللي عملناه انا وإنتولما مروان جه سابتني وبتتكلم معاه هووبتقول إنها مش بتحب تلعب غير معاه
إبتسمت إليه وتحدثت بهدوء في محاولة منه بسحب غضبه الطفولي
ليزا أكيد ما تقصدش تزعلكوبعدين هي مش كانت لسة بتلعب معاك ومبسوطة يعني بتحب تلعب معاك إنت كمان
إقترب حمزة من شقيقه وحمله عن زوجة أبيه وتحدث مشاكسا إياه
ما تهدي علينا شوية يا عم العصبيمالك قالب علي البنت كدة ليه
مط ذاك الحانق شفتاه وأردف بنبرة ساخطة
عزو زعلان منك إنت كمان يا حمزة علشان بتلاعب مسك ومش كلمت عزو خالص
ناول ياسين إبنته إلي ثريا وخطي بساقيه إلي ولداه وحمل الصغير وبات يراضيه حتي إبتسم وتفهم الموضوع بل وحثه ياسين علي الإعتذار من ليزا بعدما شرح له وضع ساقاها المتعبة وأيضا إعتذر منه مروان وقام بإرضائه
إقتربت مليكة من زوجها وتحدثت إليه بإبانة
أنا هطلع أجهز لك الحمام إنت ومروان وأنسوعلي ما تنزلوا هيكون الغدا جاهز
وأردفت بعدما حولت بصرها إلي حمزة
وإنت يا حمزةروح خد الشاور بتاعك وتعالي إتغدي مع بابا وإخواتك
واسترسلت لإغرائه
أنا عاملة بيكاتا بالمشروم مع رز أبيض هتاكل صوابعك وراهم
حك الفتي شعر رأسه وأردف مشاكسا زوجة أبيه بعدما سال لعابه جراء ذكرها لوجبته المفضلة
هو يعني الشاور هيطيرخلينا ناكل البيكاتا الأول وبعدين نشوف موضوع الشاور ده
ثم نظر إلي أبيه واستطرد بمداعبة
ولا انت إيه رأيك يا باشا
إمشي يلا
علي البيتروح إستحمي وانضف وبعدين إبقي تعالي نطقها باسين بسخرية فعقب ذاك المشاكس قائلا بمراوغة
أنا كمان بقول كدة بردو
ضحكت مليكة علي ذاك التي تكن له مشاعر صافية وتعتبره بمكانة مروان
نظر ياسين إلى والده المنسجم بالحديث مع ثريا وعيناه توحي بسعادة الدنياهتف بنبرة ذات مغزي
منور يا باشا
نظر عليه عز وتحدث بمشاكسة بعدما فهم مغزي نجله
بوجودك يا حبيبي
إبتسم له ثم تحرك الجميع كل علي وجهته وبعد قليل كان الجميع يلتف حول سفرة طعام ثريا التي دائما ما تسع الجميع وتحتضنهم
في اليوم التالي
خرجت من المنزل في طريقها إلي البوابة لتستقل سيارته وتذهب معه برحلتها اليوميةكانت تشعر بسوءا جراء ما حدث منه ليلة أمسوصل شعورها بعدم قدرتها لرؤية ملامحهولكن قد تبدل ذاك الشعور حال رؤيتها لذاك الوسيم الذي كان ينتظرها وهو يقف بجسد ممشوق وقامة مرتفعةكم كان بديعا بنظارته الشمسية التي زادته وسامة
علي غير العادة إرتبكت وشعرت بفوضي خلاقة فور رؤيتهتبعثر داخلها ورجفة عڼيفة أصابت قلبها لماهي بالطبع لا تدريإبتلعت لعابها وحاولت جاهدة في لملمت شتاتها المبعثر
أنزلت بصرها متجنبة النظر إليه وتحركت وعلي عجالة إتجهت إلي باب السيارة الخلفي دون صدور صوتا منهافقام هو بفتحه لها واستقلت العربة تحت ضيقه منها وعليها بنفس الوقتثم استدار واستقل سيارته متخذا مكانه أمام عجلة القيادةأدار المحرك حتي وصلا لمقر جامعتها تحت صمتهما التام وبعض النظرات التي يسترقها كلاهما للأخر مع مراعاة كلا منهما عدم رؤية الآخر له
ليلا
فتح ياسين باب جناحه الخاص بمليكته وجده خاليأتي إلي سمعه أصوات صغيرته المدللة يأتي من خلف باب الحمامدق بعض الطرقات فوق الباب ودخل بعد أن إستمع إلي صوت حبيبته بالسماح
إبتسامة عريضة إرتسمت فوق شفتاه حين رأي صغيرته تقبع داخل حوض الإستحمام الخاص بها والملئ بالماء وفقاعات صابون الإستحمام تغطي جسدها الصغير مما جعل الصغيرة تتراقص داخل الماء وتداعبه بكفاها في حالة من السعادة
نظرت إلي حبيبها الذي تحدث إلي غاليتاه قائلا بإبتسامة
بتعملوا إيه
أجابته بملاطفة
الأستاذة مسك بتاخد الشاور بتاعها
أما تلك الصغيرة فما أن رأت عزيز عيناها واقفا أمامها حتي صاحت وبدأت بخبط الماء بكفاها الصغيرتان مما دل علي شدة إبتهاجها وباتت تحدث أصواتا وتناديه بمناغاة
دادااادادددا
وككل مرة يراها بها وتدخل إلي قلبه السرور والبهجةإقترب عليها وجثا علي ركبتيه فباتت الصغيرة تشب بطولها لتنهض وتقف بمقابلة أبيهاساعدها علي النهوض وبدأت تثرثر بكلمات غير مفهومة لدي ياسين الذي إشتدت سعادته وتحدث إليها بمناغشة
مين قلب داداا اللي مبسوط وهو بياخد الشاور بتاعه
تراقصت الصغيرة فابتسم لها وبدأ بمساعدة مليكة علي إستحمام الطفلةأردفت مليكة قائلة بدلال لصغيرتها
شايف يا بابي مسك شطورة إزاي وبتحب الشاور وبتفرح بيه
طالعة لمامي نطقها وهو ينظر
________________________________________
لعيناها فابتسمت وباتا معا يدللان صغيرتيهما ويغمرا جسدها بالماء والصابون تحت سعادة الصغيرة ومناغاتها لكلاهما
بعد مرور يومان
خرجت من داخل جامعتها دون أن تبلغ كارم بخروجها إليه يستعد لتأمينهانظرت علي مكانه وجدته يقف بصحبة تلك الفتاة التي لم تتقبلها منذ الوهلة الأولى والتي رأتها فيها مع ذاك الوسيم
علي الفور شعرت بإشتعال روحها
وما زاده هو رؤيتها لذاك الجذاب وهو يتحدث بإرتياح إلي تلك الملعۏنة التي باتت تبغضها وبشدة
تحاملت علي حالها كي تتحكم في ضبط إنفعالاتها وتبدو بكل ذاك الثبات الذي ظهر علي وجههاتحركت بطريقها إليه بجسد مشتعل لم تقوي علي تهدأته كما فعلت في تعبيرات وجهها
وما أن رأها كارم حتي إرتبك من مفاجأته بخروجهاهرول إليها ليؤمن خروجها وكالعادة بات يتلفت حوله ليتفقد المكان وهتف بغيظ من بين أسنانه
إزاي حضرتك تتحركي من غير ما تبلغيني بخروجك!
وجهت بصرها علي تلك الواقفة تنتظره وأردفت بحديث ذات مغزي
محبيتش أقطع وصلة غرامك وأفصلك
رفع حاجبه مستنكرا حديثها ثم هز رأسه بضيق وتوجه بها حتي أوصلها لمقر السيارة تحت نظرات رجال الحراسة المحاوطين لهماألقت نظرة سريعة علي تلك المايان وابتسمت بجانب فمها ساخرة ثم استقلت السيارة تحت إستشاطة ذاك الذي كاد يصاب بذبحة صدرية جراء أفعال تلك المتمردة
إستأذن من مايان وتحرك منطلقا بالسيارة تحت نظرات مايان الحاړقة التي رمقت بها تلك التي رمقتها ببغض من نافذة السيارة وكأن نظرات كلتاهما للأخري قد تحولت لقذائف هاون لو أصابت إحداهما لنهت عليها في الحال
قضا كلاهما طيلة الطريق في صمت تام وترقب كلا منهما للأخر دون أن يلاحظهدخلا إلي حي المغربي فصدح هاتف كارم واضطر أن يجيب قائلا
أيوة يا حبيبتيأنا وصلت إسكندرية خلاص ونص ساعة بالكتير وهكون عندك
واسترسل
تمام يا حبيبتيهشوفك بعد شوية
نطقها وأغلق الهاتف سريعا تحت فضول تلك الجالسةإكتشفت أنها لا تمتلك أية معلومات عنههل هو متزوجمرتبطأم أن حياته خالية من أي إرتباطات مثلهاأوقف كارم السيارة أمام منزل اللواء عز المغربي
نزل من السيارة واقترب من الباب الخاص بها وقام بفتحه وكاد أن يتحرك بعدما نزلتإلا أنه توقف حين رأي مليكة وهي تخرج من منزل سيادة اللواء حاملة طفلتها بعد زيارة
قصيرة قضتها بصحبة منال وليزا التي إنتقلت للعيش في منزل أبيها تحت تذمرها ورفضها الإبتعاد عن مروان وعز الصغير بالإضافة إلى أنس الذي يعاملها بلطف وأهتمامحل عمر تلك المعضلة بأنه جعلها تقضي بعضا من الوقت بمنزل رائف والبعض الأخر تقضيه بمنزل عز المغربي أما بالنسبة للمبيت فأصبح داخل أحضان منال التي إتخذت من الطفلة أملا جديدا لتحيا بحماس من أجله
إقترب كارم من مكان مليكة وتحدث بتوقير
مدام مليكةإزي حضرتك يا أفندم
ضيقت أيسل عيناها باستغراب وتعجب داخلها من معرفة كارم بمليكةردت مليكة بإحترام وابتسامة هادئة إعتلت ملامحها وجعلتها بشوشة
أهلا يا حضرة الرائدإزي أخبارك
كادت أن تتحرك في إتجاهها إلي الداخل بتجاهل
متابعة القراءة